الدرس السادس من الدورة الأولى


أزمة 1929
 الأسباب والنتائج



مقدمة: اعتاد العالم الرأسمالي منذ القرن 19 م على مواجهة أزمات اقتصادية   دورية  لكن أزمة 1921 كانت أكثرها حدة. 
                         - فكيف اندلعت الأزمة في الولايات المتحدة وانتشرت في العالم؟  
                         -  وأين تجلت مظاهرها؟ وما هي أهم التدبير المتخذة لمواجهتها؟

اندلعت أزمة 1929 من الولايات المتحدة الأمريكية:

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عرف اقتصاد الولايات المتحدة ازدهارا اقتصاديا كبيرا. لكن هذا الازدهار كان يحمل في طياته بوادر أزمة منها:

-           ضعف نمو الأجور  بشكل يوازي نمو الإقتصادي وانتشار ظاهرة القروض
-          عدم مسايرة الاستهلاك لضخامة الإنتاج مما كان يؤشر على بروز أزمة فائض في الإنتاج
-           انتشار المضاربات بالبورصة  حتى أصبحت أسعار الأسهم لا تساير الزيادة الحقيقية لأرباح الشركات 
.
ولقد انطلقـت الأزمة الاقتصادية من بورصة وول استريت بمدينة نيويورك يوم 24 أكتوبر1929 بعد طرح 19 مليون سهم للبيع دفعة واحدة فأصبح العرض أكثر من الطلب، فانهارت قيمة الأسهم، فعجز المضاربون عن تسديد ديونهم، فأفلست الأبناك وأغلقت عدة مؤسسات صناعية أبوابها، كما عجز الفلاحون عن تسديد قروضهم فاضطروا للهجرة نحو المدن.

انتشرت الأزمة من الولايات المتعددة لباقي بلدان العالم:
اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى سحب رساميلها المستثمرة بالخارج، وأوقفت إعاناتها لبعض الدول، فامتدت الأزمة إلى البلدان الصناعية الأوربية، وبفعل ارتباطها بالاقتصاد الأوربي فقد امتدت الأزمة لبلدان المستعمرات كما مست باقي دول العالم بفعل نهج سياسة الحمائية التي اتبعتها كل دولة.  لم يفلت من الأزمة سوى الاتحاد السوفياتي لانعزاله عن العالم الرأسمالي  بإتباعه   نظاما اشتراكيا.

كان لأزمة 1929 عدة نتائج: منها :

اقتصاديا: تضررت المؤسسات البنكية وانهار الإنتاج الفلاحي والصناعي بفعل انخفاض الأسعار  وتراجع الاستهلاك، فتأزمت المبادلات العالمية.     اجتماعيا: تزايدت أعداد العاطلين وتكاثرت الهجرة القروية و. انتشر البؤس في كل مكان.
سياسيا: أحيت الأزمة الصراعات الاستعمارية، كما أدت إلى وصول أنظمة ديكتاتورية لحكم بعض الدول كالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا.


اتخذت البلدان الرأسمالية عدة تدابير للخروج من الأزمة: منها
-          تطبيق سياسة الحمائية وتشجيع استهلاك المنتوجات الوطنية
-          التخفيض من قيمة العملة لتشجيع الصادرات
-          تقليص ساعات العمل وتحديد الحد الأدنى للأجور وإنجاز المشاريع عمومية كبرى للتخفيف من البطالة وانعكاساتها
                 - اعتماد بعض الدول على مستعمراتها ولجوئها للصناعات العسكرية.

خاتمة: خلقت أزمة 1929م احتقانا سياسيا كبيرا في العالم..مما سيمهد لاندلاع حرب عالمية ثانية.




أزمة اقتصادية: انهيار للأنشطة الاقتصادية بعد فترة ازدهار بفعل الاختلال بين العرض والطلب.
سهـم : سند ملكية يمثل جزءا من رأسمال شركة مجهولة الاسم، تتحدد قيمته في البورصة .
البورصة: سوق مالية، تعرض فيها أسهم الشركات للتداول، وعلى أساس حجم الرواج تحدد أسعار السهم.
شركات مجهولة الاسم : شركات تتأسس تحت إسم مجهول و يتوزع رأسمالها إلى عدة أسهم، يمتلكها عدد من المساهمين بنسب متفاوتة