الدرس التالث من الدورة الأولى




الضغط الاستعماري على المغرب خلال القرن 19
الضغط العسكري والإقتصادي
  مقدمة: تعرض المغرب خلال منتصف القرن 19 لعدة ضغوط عسكرية واقتصادية بهدف إضعافه واحتلاله، فما هي هذه الضغوط العسكرية والإقتصادية؟ وكيف ساهمت هذه الضغوط في تدهور أوضاع المغرب خلال القرن 19؟

تعرض المغرب إلى عدة ضغوطات عسكرية خلال القرن 19 تمثلت في اقحامه في عدة معارك وحروب:          
   
 معركة إسلي: استغلت فرنسا مساعدة المغرب لمقاومة الأمير عبد القادر الجزائرية، لتدخل في معركة حاسمة مع المغرب سنة 1844م سميت بعركة إسلي،انتهت بهزيمة كبرة للجيش المغربي، مما اضطر المغرب لعقد اتفاقيات للامغنية مع فرنسا سنة 1845                                                                                                  
حرب تطوان: استغلت اسبانيا بعض المناوشات قرب مدينة سبتة لتحتل مدينة تطوان (1859 – 1861) ولم يتراجع جيشها إلا بعدما التزم المغرب بدفع فدية مالية ضخمة أرهقت خزينة البلاد لمدة طويلة.
 تعرض المغرب إلى عدة ضغوطات إقتصادية، تمثلت في فرض عدة معاهدات عليه: منها:

المعاهدة المغربية البريطانية:  في سنة 1856 اضطر المغرب لعقد اتفاقية مع ابريطانية أعطت للرعايا الإنجليز حق التنقل والتجارة والملكية بالمغرب، كما أصبح لقنصل بريطانيا حق البث في القضايا التي يكون الإنجليزي طرفا فيها، وأصبح أعوان الإنجليز وشركائهم من المغاربة محميين يستفيدون من إعفاءات ضريبية وامتيازات قضائية 
 معاهدات أخرى: في سنة 1860 عقد المغرب اتفاقية مماثة مع اسبانيا تعطي نفس الامتيازات والحقوق للرعايا الاسبان..وحصلت فرنسا على نفس الإمتيازات بموجب المعاهدة المغربة الفرنسية لسنة 1863..وعمل مؤثمر مدريد سنة 1880 على إعطاء الصبغة القانونية والدولية لهذه الإمتيازات وتعميمها على كل الدول الأوروبية.


أدت الضغوطات العسكرية والإقتصادية إلى تدهور أوضاع المغرب

-          فالهزيمة في معركة إسلي وحرب تطوان  بينت الضعف العسكري للمغرب مما أزال الهيبة عنه
-          والغرامات الكبيرة المفروضة عليه تسببت في عجز كبير في الميزانية
-          والمعاهدات الإقتصادية رفعت من عدد المغاربة المحمين الذين لا يؤدون الضرائب ولا يخضعون للقضاء المغربي
         -  كما سهلت المعاهدات الاقتصادية من عملية تصدير المواد الاولية واستراد المواد المصنعة مما أثر على الحرفين المغاربة.


حاول كل من السلطان سيدي محمد والسلطان المولى الحسن الأول القيام بعدة إصلاحات لكنها فشلت: 

 قام كل من السلطان سيدي محمد (1856 – 1873م) و السلطان المولى الحسن الأول (1873 – 1894) بإصلاحات شملت المجالات التالية:
-          المجال العسكري: حيث ثم إنشاء جيش نظامي وشراء أسلحة متطورة وجلب مدربين أجانب
-          المجال الإقتصادي: تم إدخال زراعة القطن وقصب السكر..وسك عملة جديدة
-          لبمجال الإداري: تم استحداث إدارات ووزارات جديدة ..وإصلاح التعليم
لكن هذه الإصلاحات فشلت نتيجة العوامل التالية:

-          رفض العلماء والمحافظين لهده الإصلاحات بدعوى أنها تقليد للغرب ومخالفتها للإسلام
-          عرقلة الدول الأروبية لهذه الإصلاحات لما تشكله من مخاطر على مصالحها
       - عجز المخزن عن فرض هذه الإصلاحات بسبب ضعف نفوده وقلة امكانياته

 ازداد تدهور الأوضاع السياسية والإقتصادية بعد فشل الإصلاحات ووفاة السلطان المولى الحسن الأول: 

- بعد موت السلطان المولى الحسن الأول سنة 1894م  تولى ابنه المولى عبد العزيز الملك وعمره لا يتجاوز 14 سنة، مما تسبب في حدوث أزمة سياسية تمثلت في اندلاع عدة ثورات ضد المخزن ..وتعتبر ثورة الجيلالي الزرهوني الملقب بالروكي بوحمارة (1902-1909) أهم وأخطر هذه الثورات, 
- ومن أجل القضاء على هذه الثورات، اضطر المخزن إلى الإستعانة بالدول الأوروبية بالإقتراض منها وبالتالي الزيادة في إرهاق خزينة البلاد، فاندلعت عدة ثورات ضد المولى عبدالعزير، فتمت مبايعة أخيه المولى عبدالحفيظ بدلا منه سنة 1908م


استغلت فرنسا ضعف المغرب، واستفردت به، لتفرض عليه حمايتها سنة 1912م             
- حاولت فرنسا استغلال تدهور الأوضاع في المغرب  لتفرض حمايتها عليه، لكنها اصطدمت بأطماع ومعارضة بقية الدول الأوروبية. ولهذا تنازلت عن أطماعها في ليبيا لصالح إيطاليا سنة 1902م..وتنازلت عن أطماعها في مصر لصالح بريطانيا سنة 1904م..وفي نفس السنة وعدت أسبانيا بالتخلي لها عن أجزاء من المغرب..لكنها مع ذلك اصطدمت بأطماع ألمانيا، ومقررات مؤتمر الجزيرة الخضراء لسنة 1906م الذي أكدت على ضرورة احترام استقلال المغرب.. 
 ولم تتمكن فرنسا من فرض حمايتها على المغرب إلا بعدما احتلت عسكريا منطقة وجدة ومنطقة الدارالبيضاء ابتداء من سنة 1907، وبعدما استطاعت تجاوزت أزمة أكادير بالتنازل عن بلاد الكونغو لصالح ألمانيا سنة 1911م

خاتمة: وأخيرا تمكنت فرنسا من فرض حمايتها على المغرب يوم 30 مارس 1912م لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من تاريخ المغرب..

معاهدة للامغنية: هي المعاهدة التي وقعها المغرب مع فرنسا بتاريخ: 18 مارس 1845م، بمدينة مغنية الجزائرية، وذلك بعد انهزامه أمامها في معركة إيسلي في 14 غشت سنة 1844م ..ونصت هذه المعاهدة  على تحديد الحدود المغربية الجزائرية من قلعة عجرود ـ السعيدية حاليا ـ إلى ثنية الساسي،(في طول يبلغ حوالي 140 كلم من الساحل إلى ثنية الساسي) في حين أبقت المناطق الجنوبية دون تحديد للحدود بدعوى أنها أراضي خالية لا تحتاج إلى رسم وتوضيح للحدود.


المحميون: المقصود بهم المغاربة الذين كانوا يتمتعون بحماية من قناصل الدول الأجنبية خلال النصف الثاني من القرن 19

مؤتمر مدريد: هو المؤتمر الذي عقدته الدول الأروبية بمدريد سنة 1880م بذلب من المغرب للنظر في مشكل المحميين.

أبو حمارة : الجيلالي بن ادريس الزرهوني الروكي ، ثار بالمغرب الشرقي ضد السلطان الموالى عبد العزيز، استمرت ثورته إلى سنة 1909.

مؤتمر الجزيرة الخضراء: يسمى أيضا مؤتمر الخزيرات والمؤتمر الذي عقدته الدول الأوربية سنة 1906 مؤتمرا للنظر في مسألة تنافس الدول الأوربية حول المغرب..

الحماية: نظام استعماري يتمثل في وجود إدارة أجنبية تحتفظ بالنظام المحلي وتقوم بتوجيهه ومراقبته.
 
معادة الحماية: أو معاهدة فاس ـ وقعها المغرب مع فرنسا يوم 30 مارس 1912، وأصبح بمقتضاها جزء منه خاضعا للحماية الفرنسية بينما وضعت مناطق أخرى تحت النفوذ الاسباني 
 




أهم الضغوط العسكرية والإقتصادية
 التي تعرض لها المغرب خلال القرن 19
الضغوط
سنة 1844
سنة 1856
1859
سنة 1880
السنة
معركة
وادي إسلي
المعاهدة
المغربية البريطانية
بداية
حرب تطوان
مؤتمر مدريد
1-    حول معطيات الجدول إلى خط زمني مناسب.
2-    عرف : بما يلي: حرب إسلي –  المعهدة المغربة البريطانية - مؤتمر مدريد.
3-    وضح في حدود 8 أسطر كيف أدت الضغوط العسكرية والإقتصادية إلى تدهور الأوضاع في المغرب خلال منتصف القرن 19